رياضة نبوءة الحشفي بتتويج الترجي : زلّة لسان أم "وسوسة شيطان"؟
"الى كل الأندية التي تلعب من أجل التتويج لا داعي لكثرة الكلام، البطولة محسومة في باب سويقة".. ليس هذا تصريحا صدر عن مسؤول أو لاعب في الترجي لتحفيز الجماهير، كما أنه ليس من ضروب التدجيل وشعوذة العرافين، بل انه كلام جاء في صيغة الاقرار من قبل الحكم الفيدرالي "المعتزل حديثا" عبد الحميد الحشفي وفق ما نشره في تدوينة فايسبوكية ملأت الدنيا وشغلت الناس مساء الاثنين الفارط .
ما نشره الحشفي جاء في نفس المجال والمحمل الذي كان منذ أيام قليلة مضت فضاء علنيا لاشهار قرار اعتزاله التحكيم وتفسير دواعي الارسالية القصيرة التي بعث بها الى وديع الجريء طالبا منه خلالها الصفح والاعتذار ..
ولأجل كل ما سبق، فان ما نشره الحشفي يعدّ موقفه الرسمي حتى وان اضطرّ بعد زمن قليل ليلتها الى حجب حسابه الفايسبوكي برمّته قبل اعادة تفعيله..ويبدو أن ذلك جاء رضوخا لعدّة شتائم طالته بعد منشوره المثير للجدل..
صحيح أن مضمون الكلام اختفى بمجرّد نقرة..ولكن في الوقت البديل بعدما اشتعل الفتيل جرّاء كرة مرتدة رمى بها الحشفي وصار مفعولها يتضخّم، بين مرحّب بشجاعته ومطالب اياه بكشف ما يمتلكه من تفاصيل.. ومجموعة أخرى دعته (في طلب متكرّر وملازم لهموم كرتنا) الى اظهار برهانه ان كان صادقا.
ارسالية الحشفي جاءت مفخّخة ومشفّرة..فالبعض روّج للتدوينة وبقوّة لدعم نظرية سائدة وتقول انها "بطولة الترضيات والماخذة بالخاطر" بين موسم وأخر..فيما يرى شقّ ثان أن الحشفي بحث عن "البوز" وادارة الاعناق اليه بعد أن خسر تماما مثل سابقيه حرب التصريحات وليّ الذراع مع جامعة الجريء..
في جانب أخر تؤكد بعض الأطراف أن الحكم السابق بحث عن اعادة الحرارة مع محيطه "الجغرافي والرياضي" في سوسة عقب مهاجمته لمسيّر في ليتوال ادعّى أنه هاجمه هاتفيا في الموسم الفارط وهدّده بتوديع الصفارة..ولرأب الصدع فان الحشفي غيّر التكتيك ورقعة المواجهة ليحوّلها هذه المرة الى باب سويقة.
وبين هذا وذاك، ودون محاولة اختلاق أعذار للحكم "المختفي"، فقد حاولنا في أخبار الجمهورية رصد ما يمكن من أراء المتداخلين في هذا الجدل المتفجّر بسبب كلام الحشفي والذي يحمل ايحاءات واضحة لا تستوجب الكثير من الاجتهاد لفهم مغزى ارساليته التي تقول بلغة "الكوارجية" ان الترجي مسنود هذا الموسم، ولا ندري طبعا أيّ موقف سيصدر عن الحشفي بعد هدوء الزوبعة في وقت لاحق..وكيف سيصنّف ما بدر عن "كلافيي" حاسوبه..وهل أنّ ما خطّه جدير بالتصنيف كزلّة لسان أم هي فعلا وسوسة "شيطان"؟؟..
بنّور والجزيري والسلّيمي يعقّبون..
وكما أوردنا في جانب سابق من المقال، فقد حاولنا في أخبار الجمهورية رصد ما تيسّر من مواقف المعنيين بجدل كلمات الحشفي..
ولأن رهان اللقب منحصر -منطقيا- بين الرباعي الكلاسيكي في تونس، فقد استفسرنا ممثّلين عن الفرق المعنيّة بلقب البطولة..
وعن الترجيين، تحدّث مسؤول فرع كرة القدم رياض بنّور بتحفّظ شديد ليقول ان الحال لا يستقيم بالردّ على "مجرّد مواطن عادي" لا يملك أيّ صفة حاليا في المشهد الكروي التونسي.
ويعتبر بنّور أن الدخول في سقف ردود الأفعال مع مثل ما صدر فانّه يعد مضيعة للوقت لن تنفع الترجيين في شيء ولن يلتفتوا له..
من جانبه استنكر المدير الرياضي للنجم الساحلي زياد الجزيري مثل هذا التصريح الصادر عن الحشفي مصرّا على القول بخصوصه : "الشاذ يحفظ ولا يقاس عليه"..
وفي ذات السياق، قلّل الجزيري من أهمية ما ورد في صفحة الفايسبوك الخاصة بهذا الحكم، معتبرا أن أولوية كافة مكوّنات عائلة النجم الساحلي هي العمل وعدم الالتفات لمثل هذه المسائل الجانبية..
واصلنا الخوض في " تكهّنات" الحشفي وغيّرنا الوجهة نحو المدير الرياضي للنادي الافريقي سمير السليمي الذي أكد أن فريقه مهتمّ فقط بعمله ولا تلزمه مثل هذه التخمينات.
وقال السليمي ان هيئة الافريقي تحفظ ثقتها في جميع الحكام التونسيين ولا ترى بوادر تلاعب في مصير النتائج، مضيفا أن الافريقي مثلا نوّه بمردود حكم مواجهة الملعب القابسي رغم الخسارة..
وختم السليمي بالقول ان الافريقي يحترم جميع منافسيه، ولكنه لا يهتمّ بغير العمل وتحقيق أهدافه فقط..
الجريء والحشفي ..والناطق "الذي لا ينطق"
وحتى نستكمل مربّع الكبار فقد اتّصلنا برئيس النادي الصفاقسي منصف خماخم ولكنّ هاتفه كان خارج الخدمة، فيما وعدنا الناطق الرسمي لل"سي.أس.أس" محمّد جليّل في مناسبتين بمعاودة الاتصال بنا وتقديم الموقف الرسمي لنادي عاصمة الجنوب..غير أن جليّل ذهب ولم يعد ويبدو أنّ هذا الناطق جاء لهيئة صفاقس في مهام أخرى غير النطق وانارة الجمهور بما يستوجب من معلومات..
ولغلق الملف، حاولنا الاتصال بوديع الجريء في أكثر من مناسبة وكذا شأن الحكم المعتزل الحشفي ولكن هاتفيهما كانا خارج اطار الخدمة..ويبقى بذلك السؤال قائما : كيف ستبرّىء الجامعة نواياها ازاء جميع الفرق؟..وهل سيظلّ الحشفي صامدا على نفس الموقف بعد تدوينته المثيرة لجدل عابر للولايات؟
طارق العصادي
